يعتبر القرآن الكريم مصدرًا أساسيًا للهداية والسكينة، ويتفق العلماء على أن قراءته في أي وقت لها فضل عظيم، إذ أن لكل حرف يقرأه المسلم حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها. ومع ذلك، يُنصح ببعض الأوقات المحددة لقراءة القرآن، لما لها من فضل خاص، وفقًا لما ذكره العلماء.
أفضل أوقات قراءة القرآن
رغم أن قراءة القرآن جائزة في أي وقت، إلا أن هناك أوقاتًا معينة تُعتبر مفضلة نظرًا لما تحمله من بركات ورحمة. من هذه الأوقات:
الثلث الأخير من الليل: وقت نزول الله إلى السماء الدنيا فيسأل عباده إن كانوا مستغفرين أو تائبين، حيث تتنزل الرحمات وتُستجاب الدعوات. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟".
وقت الفجر: ذكره الله في قوله تعالى: ﴿وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا﴾، وهو وقت مبارك تتنزل فيه الرحمات وتُكتب الأجور العظيمة لمن يتلو القرآن.
بعد صلاة الصبح: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا».
باقي أوقات النهار: يمكن قراءة القرآن في أي وقت من النهار، ولكن يجب أن يتم تخصيص وقت للعمل والكسب، كما جاء في موقف سيدنا عمر حينما رأى شابًا يقرأ القرآن في وقت العمل وقال له: "إنما أنزل هذا القرآن ليعمل به، أفاتخذت قراءته عملا؟".
أوقات لا يجوز فيها قراءة القرآن
على الرغم من أن تلاوة القرآن أمر محمود في أغلب الأوقات، إلا أن هناك أوقاتًا وأوضاعًا تحرم فيها القراءة، منها:
الحالة الجنابة: لا يجوز للمسلم قراءة القرآن وهو جنب، لأن القرآن كلام الله المقدس ويجب أن يُقرأ بطهارة كاملة.
الحيض أو النفاس للنساء: يُحرم على المرأة قراءة القرآن أثناء فترة الحيض أو النفاس، وذلك لعدم توفر شرط الطهارة.
الركوع والسجود في الصلاة: لا يجوز قراءة القرآن أثناء الركوع أو السجود في الصلاة، باستثناء الأدعية والأذكار المشروعة.
من هنا، يجب على كل مسلم أن يُخصص لنفسه وردًا يوميًا، ولو كان خمس آيات فقط، للاستفادة من الأجر الكبير الذي يأتي مع تلاوة القرآن الكريم، وتحقيق السكينة والبركة في الحياة.